الخميس، 9 مايو 2013

حركتي الترنح والميسان للارض


حركتي الترنح والميسان للارض
يميل محور مدار الأرض حول الشمس بزاوية 23.5 درجة بالنسبة للعامود الوهمي الواقع على مستوى دوران الأرض حول الشمس والذي يسمى بالمستوى الكسوفي. ان حركة الترنح للكرة الأرضية  تشبه الحركة المخروطية لمحور دوران الأرض بالنسبة للعامود الوهمي الواقع على مستوى دوران الأرض حول الشمس، وتستمر هذه الدورة حوالي 26000 سنة.
ويشير التخطيط التالي إلى حركة الترنح. يتحرك محمور دوران الأرض على طول الخط المتقطع بمدة زمنية تصل إلى 26000 سنة.
ونتيجة لذلك، فان المستوى الاستوائي للكرة الأرضية (دورة الأرض حول محورها) والمستوى الكسوفي (مستوى دوران الأرض حول الشمس) يميلان الواحد بالنسبة للاخر بمعدل 23.5 درجة. ان نقطة تقاطع المحورين المستويين  يحددان منظومة شبكة خطوط الطول والعرض السماوية وتحدد دورة تعاقب الفصول، كما وان المستويين ذاتهما متحركان ايضا، بحيث ان المستوى الكسوفي يتغير ايضا بتاثير جاذبية كواكب المظومة الشمسية على مسار الكرة الارضية. وفي المقابل  فان المستوى الاستوائي للأرض يتغير بتاثير الطاقة الحركية للشمس والقمر على مبانها الغير كروي للأرض. ومن المعتاد فصل هذه العوامل إلى نوعين:
1. دورة الترنح الشمسي-قمري: وهي الحركة المخروطية (وهي معدل الحركة التي تم تهميش التشويشات الخفيفي) وتصل مدتها 26000 سنة.



2. حركة اليمسان او حركة التمايد: والتي تحتوي على كافة التاثيرات الدورية والتي تبلغ دورتها اقل من 18.6 سنة. ان التاثير الرئيسي لهذه الحركة هي التغييرات التي تحدث باتجاه محور دوران الأرض حول الشمس بالنسبة لمعدل المحور معدورية تصل إلى 18.6 سنة.
ان مجمل هذه التاثيرات مجتمعة يسمى "الترنح العام" او الترنح. أما الترنح الناتج عن التغييرات في المستوى الكسوفي (التاثيرات التي تسببها الكواكب السيارة على مسار الأرض حول الشمس) يسمى الترنح الكوكبي والذي يساهم في تغيير نقطة الاعتدال الربيعي بحوالي 12 ثانية قوسية كل 100 سنة. وفي المقابل، فان الترنح العام تؤدي إلى تغيير نقطة الاعتدال الربيعي (بالنسبة للاعتدال الربيعي) بحوالي 50 ثانية قوسية في السنة تقريبا.
ونتيجة للترنح، فان القطب الشمالي السماوي والقطب الجنوبي السماوي يتحركان في القبة السماوية ويتبدل نجم الشمال ونجم الجنوب.
ان ادلائل الاولى لوجود الترنح اُكتشف على يد الفلكي اليوناناي "هيبركوس" في المئة الثانية قبل الميلاد. وقد جول هيبركوس مواقع النجوم الساطعة في السماء وقارنها بالقياسات التي اجراها الفلكيين اليونانيين قبله ب-300 سنة. وجد هيبركوس، قبل ذلك، نقطة الاعتدال الربيعي تتحرك بمقدار 46 ثانية قوسية كل سنة وهذا ما ينطبق تقريبا على قياسات اليوم التي توصلت إلى ان التغيير يصل إلى 50.26 ثانية قوسية في السنة. بعده بحوالي 300 سنة قام الفلكي تلماي بحساب تحرك نقطة الاعتدال الربيعي، معتمدا على مختلف القياسات، وتوصل ان التغيير هو 36 ثانية قوسية في السنة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق